BEST RESULT

Custom Search

Saturday, October 16, 2021

كيف يتمُّ تفسير الرؤيا التي فيها بلاء أو همٌّ أو مصيبة للمسلم الصالح؟

تناولنا في إجابة السؤال السابق بعض الأحوال والأشكال التي قد تظهر فيها رؤى صادقة سيِّئة الظاهر، والتي قد يراها المسلم الصالح.
وفي هذا السؤال نتناول نوعين فقط من هذه الرؤى نظنُّ أنـَّهما أكثر خطورة وحساسية من غيرهما؛ لأنَّ تأثيرهما المؤلم على نفس المسلم الصالح قد يكون كبيرًا، وهما بترتيب الخطورة:
1. الرؤى السيِّئة كلُّها التي لا تحتوي على أيِّ بشرى بخير قطٍّ: ومن أمثلتها أن يرى المسلم نفسه في المنام قد سقط في حُفرة عميقة، أو غرق في البحر، أو أنَّ زوجته تطلب منه الطلاق أو تخونه، أو أنـَّه قد رسب في الاختبار، أو أنَّ شركته قد أفلست، أو أنَّ سيارته قد احترقت أو تحطَّمت في حادث، أو أنَّ بيته قد تهدَّم…إلخ.
2. الرؤى التي تبدأ بخير وتنتهي بسوء: كرؤيا شخص أنـَّه تزوَّج وعاش سعيدًا، ثم طلَّق زوجته، أو أنـَّه أنجب طفلًا جميلًا، ثم مات الطفل، أو أنـَّه عمل في وظيفة مرموقة، ثم فصلوه منها، أو أنـَّه حصل على تأشيرة دولة، وسافر إليها، ثم قامت السلطات بترحيله، أو أنـَّه نجح في الجامعة ثلاث سنوات، ثم رسب وتركها في الرابعة…إلخ.
وأبدأ حديثي عن هذين النوعين من الرؤى مستعيذًا بالله (تعالى) منهما لي ولكلِّ مسلم صالح، لا أراني الله (تعالى) ومن صلح من المسلمين إلَّا الرؤى الصالحة والخير والبشرى والسرور.
أمَّا عن تفسير النوع الأوَّل من الرؤى، وهي السيِّئة كلُّها، والتي قد يراها المسلم الصالح، فلا تخرج عن واحد من ثلاثة عادة:
1. أن تكون من الشيطان، وبالتالي فلا تفسير لها. وهذا هو الغالب عليها، فقد وردت جملة من الأحاديث الصحيحة دلَّت على أنَّ الأصل في هذه النوعيَّة من الرؤى أنـَّها تكون من الشيطان؛ ليحزن الذين آمنوا (تناولنا الرؤى التي تكون من الشيطان في سياق هذا البحث).
2. أن يكون ظاهرها فقط سِّيئًا، بينما يكون تفسيرها خيرًا: وهذا الذي يقوم به المفسِّرون من خلال ما يُعرف بقلب المعنى (راجع قاعدة تفسير الرؤى بقلب المعنى).
3. أن تدلَّ على مشكلة فعلًا: وهذه نادرة جدًّا عند المسلم الصالح بفضل الله (تعالى)، ولتفسيرها أحكام مهمة، وهي:
1. ينبغي أن يعرف المفسِّر أوَّلًا أهمَّ أحوال الرائي المسلم الصالح وهمومه في ماضيه وحاضره، فإن استطاع أن يفسِّر هذه الرؤيا على شيء سيِّء حدث في ماضٍ أو على شيء سيِّء حاصل فعلًا، فليفعل، ولا يفسِّرها على شيء سيِّء سوف يحدث في المستقبل.
2. إذا لم يكن لها تفسير في ماضٍ أو حاضر، فإذا استطاع المفسِّر أن يقلب معناها إلى خير، فليفعل (راجع قاعدة تفسير الرؤى بقلب المعنى).
3. إذا لم يستطع المفسِّر أن يفعل هذا ولا ذاك، فليتأكَّد من خلال البحث في أحوال الرائي وظروفه أنَّ ما قد يحتمله تفسير الرؤيا من شرٍّ هو شيء محبوب أو غير مكروه عند رائيه. فإذا تأكَّد المفسِّر من ذلك، فليفسِّرها له على هذا المعنى (كرؤيا عُمر بن الخطَّاب (رضي الله تعالى عنه) التي تقدَّم الحديث عنها في إجابة السؤال السابق).
4. فإذا لم يستطع المفسِّر أن يفعل أيَّ شيء من كلِّ ما سبق، فليس أمامه إلَّا خياران:
الأوَّل: أن يخبر رائيها أن يستعيذ بالله (تعالى) منها، وأنَّ الاحتمال الأكبر فيها أنـَّها من الشيطان، وأنـَّها لا تفسير لها. وهذا هو الأولى بالمفسِّر والأفضل للرائي.
الثاني: أن يفسِّرها له على أهون، وأقل، وأبسط معنى سيِّء يحتمله تفسيرها. فإذا كان لتفسير الرؤيا أكثر من احتمال سيِّء، اختار المفسِّر أيسرها على نفس الرائي.
فإذا قرَّر المفسِّر أن يفعل ذلك، فعليه أن يلتزم بأحكام وشروط مهمَّة، وهي:
1. «إذا قام مفسِّر بتفسير رؤيا لمسلم صالح على أنـَّها بلاء أو همٌّ أو مصيبة، فلا بدَّ أن يبشِّره بالفرج بعدها، ولو لم تكن هناك بشرى بذلك في الرؤيا». وهذه قاعدة.
والدليل الأوَّل على هذه القاعدة هو أنَّ البلاء أو الهمَّ أو المصيبة للمسلم الصالح لا بدَّ وأن يعقبهم فرج وتيسير، وهذه سُنَّة من سُنَن الله (تعالى) في الكون، يقول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)﴾ (سورة الشَّرح)، وكذلك قوله (تبارك وتعالى): ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ (الطلاق:7)، وكذلك قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة:155)، وأيضًا قوله (جلَّ جلاله): ﴿سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ﴾ (محمد:5).
أمَّا الدليل الثاني فهو أنَّ تفسير الرؤيا على البلاء أو الهمِّ أو المصيبة هو ممَّا يَحزُن المسلم الصالح ويؤلمه، ولا يَحزُن مؤمن مؤمنًا أبدًا، فإنـَّه لا يَحزُن المؤمن إلَّا شيطان رجيم، يقول الله (تعالى): ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (المجادلة:10). وكذلك فإنَّ تفسير الرؤيا على همٍّ أو مصيبة أو بلاء دون بشرى هو من المنهيِّ عنه في الحديث الشريف: «إذا عبرتم للمسلم الرؤيا، فاعبروها على خير، فإنَّ الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها» (حديث حسن – فتح الباري).
أمَّا الدليل الثالث فهو أنَّ يوسف (عليه السلام) قد فعل هذا عندما فسَّر رؤيا الملك الوثنيِّ، أفلا نفعلها نحن عندما نفسِّر رؤى المؤمنين الصالحين؟! وأعني بذلك ما جاء في القرآن الكريم عن تفسير يوسف (عليه السلام) لرؤيا ملك مصر، فقد فسَّرها له يوسف (عليه السلام) كما جاء في قول الله (تعالى): ﴿قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48)﴾، فهذا هو تفسير الرؤيا.
ثم بشَّره يوسف (عليه السلام) بانتهاء هذه الأزمة بعد ذلك، ولم يكن يدلُّ على هذه البشرى أيُّ رمز في الرؤيا. يقول الله (تعالى) على لسان يوسف (عليه السلام) عن هذه البشرى: ﴿ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ﴾ (يوسف:49).
قد يقول قائلٌّ معترضًا على هذه النقطة أنـَّه على الرغم ممَّا قاله مفسِّروا القرآن الكريم في كتبهم عن هذه البشرى أنـَّها بالفعل ليست من تفسير الرؤيا، إلَّا أنـَّهم قد بيَّنوا في كتبهم أنـَّها ممَّا أوحى الله (تعالى) به إلى يوسف (عليه السلام) من أمور الغيب حتَّى يَظهر للمَلِك فضل يوسف (عليه السلام) وعِلمه. نقول لهم: ونحن أيضًا قد بيَّن الله (تعالى) لنا في القرآن الكريم من أمور الغيب ما يدلُّ على أنَّ كلِّ بلاء أو شدَّة أو مصيبة لا بدَّ أن يعقبها فرج وتيسير للمسلم الصابر الصالح، فلا وجه للاعتراض.
2. أن يكون للتفسير السيِّء لهذه الرؤيا مقدِّمات واضحة في الواقع تدلُّ على احتمال تحقُّقه، كرؤيا طالب جامعيٍّ لم يذاكر طوال العام أنـَّه رسب في الاختبار النهائيِّ، أو كرؤيا شخص له زوجة هوائيَّة سيِّئة الطباع أنـَّه طلَّقها، أو كرؤيا شخص مريض بمرض قاتل أنـَّه مات (عافانا الله تعالى والمسلمين)، أو كرؤيا شخص متَّهم بجريمة خطيرة وقد ثبتت عليه جميع الأدلَّة أنـَّه قد تمَّ إعدامه.
ويُحتمل أن تكون الرؤيا التي فسَّرها يوسف (عليه السلام) لصاحبه في السجن من هذا النوع، فربَّما دخل السجن لجريمة خطيرة ارتكبها تستوجب حكم الإعدام، فرأى في المنام كما جاء في القرآن الكريم، في قول الله (تعالى): ﴿إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ﴾ (يوسف:36). فيُحتمل أنـَّه بناء على هذه المقدِّمات الواضحة فسَّرها له يوسف (عليه السلام) على معنى السوء كما جاء في قول الله (تعالى): ﴿وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ﴾ (يوسف:41). فإن لم تكن هذه المقدمات موجودة، فليمتنع المفسِّر عن تفسير الرؤيا على احتمال سيِّء.
ومع ذلك، فقد تأتي بعض الرؤى أحيانًا لتدلَّ على حدوث مشاكل بسيطة دون أيـَّة مقدِّمات واقعيَّة تشير إليها كرؤيا رجل مسلم مثلًا أنـَّه سيقابل رجلًا لا يحب أن يقابله، أو أنـَّه ستحدث له مشكلة بسيطة في العمل أو نحو ذلك. ومن الملاحظ في العديد من هذه النوعيَّة من الرؤى سرعة التحقُّق حتَّى لا يحزن المسلم بسببها طويلًا. 
3. ألَّا يكون الرائي قد رأى رؤى سابقة تدلُّ على عكس ما قد تدلُّ عليه الرؤيا السيئة الحالية من معانٍ دون أن يكون هناك تغيُّر في أحداث الواقع يُعبر عنه هذا التغيُّر في الرؤى.
ومعنى ذلك أنـَّه لو افترضنا مثلًا أنَّ رجلًا مُسلِمًا رأى في منامه عددًا من الرؤى فيها تزكية لزوجته وبشرى بالحياة الطيِّبة معها، ثم رأى بعد ذلك رؤيا أخرى بأنـَّها امرأة سيِّئة وأنـَّه طلَّقها، مع العلم أنـَّه لم يحدث أيُّ تغيُّر في أحداث الواقع يؤيِّد هذا التغيُّر في الرؤى، فالزوجة ما زالت طيِّبة، وذات أخلاق كريمة، ومحبَّة لزوجها، ولم تتبدَّل أخلاقها في شيء. فبناء على ذلك، فالأرجح أن الرؤيا السيِّئة هذه كاذبة. ولا ينبغي للمفسِّر في هذه الحالة أن يفسِّرها على المعنى السيِّء.
وكذلك فقد يرى طالب جامعيٌّ مجتهد ومتفوِّق بعض الرؤى التي تبشِّره بالنجاح والمستقبل العلميِّ الجيِّد، ثم يرى رؤيا بعد ذلك أنـَّه فشل في دراسته ورسب، مع العلم أنَّ الطالب ما زال مجتهدًا، ولم يحدث أيُّ تغيُّر في الواقع يبرِّر هذا التغيُّر في الرؤى. فبناء على ذلك، فإنَّ رؤى الخير هذه قد تَجُبُّ أو تُلغي هذه الرؤيا السيِّئة التي قد تدلُّ على عكس معنى رؤى الخير السابقة عليها.
4. ألَّا يكون الرائي قد رآها في وقت حُزن، أو همٍّ، أو ضيق، أو اكتئاب، أو مشاكل، فإنَّ الله (تعالى) أرحم بعبده المسلم الصالح من أن يكون همَّه وضيقه يقظة ومنامًا في نفس الوقت، إلَّا لحكمة يعلمها (عزَّ وجلَّ). فإذا رأى المسلم الصالح هذه الرؤيا في وقت هموم وضيق ومشاكل، فالراجح أنـَّها كاذبة لا تفسير لها. ولا ينبغي على المفسِّر في هذه الحالة أن يفسِّرها له على معنى الشرِّ.
5. ألَّا يكون الرائي قد رآها بعد عبادة وتضرُّع ودعاء لله (تعالى). فالأرجح والغالب أنَّ الرؤى لا تكون سيِّئة بعد هذه الأعمال الصالحة، وإلَّا كانت من الشيطان غالبًا.
6. في حالة كون في الرؤيا معصية، فيُشترط لتفسيرها على معنى السوء أن يكون الرائي مرتكبًا لهذه المعصية في الواقع، أو لمعصية ترتبط بالرمز أو يمكن قياسها عليه، كأن يرى العاصي في المنام أنَّه يشرب الخمر، فيشترط أن يكون شاربًا لها فعلًا، أو أن يكون متعاطيًا للمخدِّرات (والعياذ بالله تعالى) قياسًا على الخمر، أو أن يكون مشتهرًا بالكلام السيِّء؛ لأنَّ شرب الخمر والكلام السيءِّ يشتركان في المحلِّ وهو الفمُّ…وهكذا.
أمَّا عن تفسير النوع الثاني من الرؤى، والذي يبدأ بخير وينتهي بسوء، فلعلَّه يكون أقرب إلى الصدق من النوع الأول؛ لأنَّ فيه من الخير والسوء، فليس كلُّه سوءًا. والنصيحة التي أنصح بها المفسِّرين في تفسير مثل هذا النوع من الرؤى أن يبشروا رائيها بالفرج بعد تفسير الرؤيا (وقد تناولنا هذه النقطة بالشرح التفصيليِّ في إجابة هذا السؤال). وكذلك أن يفسِّروا له الأمر السيِّء على أهون وأبسط وأقلِّ ما يمكن أن يحتمله (وقد تناولنا هذه النقطة أيضًا في سياق إجابة هذا السؤال).
وقد يتسائل البعض عن الحكمة في أن يرى المسلم أحيانًا بعض الرؤى الصادقة التي تدلُّ على أمور سيِّئة سوف تحدث له. نقول أنَّ الحكمة الأبرز في ذلك هو تهيئة المسلم لقبول قدر الله (تعالى) دون مفاجأة، أو جزع، أو صدمة.
وفي النهاية، ننبِّه المفسِّرين على ضرورة الاحتراس الشديد عند التعامل مع هذه النوعيَّة من الرؤى عند المسلم الصالح – الذي هو محور حديثنا في إجابة هذا السؤال -، وقد رأينا ما لها من أحكام كثيرة ومعقَّدة.
واعلموا أنـَّه أهون علينا أن نبشِّر شخصًا فاسدًا بالخير بطريق الخطأ من أن نحزن مُسلِمًا مؤمنًا بطريق الخطأ. ومن جاءه مؤمن برؤيا سوء فقال له أنـَّها من الشيطان، فأخطأ، وتبيَّن أنـَّها صادقة، فقد أصاب أيضًا؛ لأنَّ ترويع وإخافة المسلم هي من الأمور الخطيرة والمنهيِّ عنها شرعًا. هذا بالإضافة إلى ما قد يسبِّبه تفسير الرؤيا على الشرِّ من زعزعة حُسن الظنِّ بالله (تعالى) عند بعض المسلمين.
أمَّا عن المسلم البسيط الذي قد يرى هذه الرؤى، ولا يعرف كيف يتعامل معها، ولا يثق في أيِّ شخص يمكن أن يسأله عنها، فلا أفضل له من تطبيق الوصايا النبويَّة في التعامل مع الرؤى المُحزنة والمفزعة، ولا أفضل له من الاستعاذة من قضاء السوء، وأن يسأل الله (عزَّ وجلَّ) العفو والعافية دينًا ودنيا، وهو (جلَّ جلاله) أفضل من دُعي وأكرم من أجاب.
والله (تعالى) أعلم.

Thursday, July 22, 2021

امارت ‏شرعیہ ‏، ‏جمعیت ‏علماء ‏ہند ‏اور ‏امیر ‏الھند

پہلے یہ سمجھ لیں کہ حکومت  (چاہے اسلامی ہو غیر اسلامی) اور عدلیہ کا نظام دونوں الگ ہوتے ہیں ۔ حکومت کی ذمہ داری عدلیہ کے نظام کو قائم کرنا اور اس کے فیصلوں کے نفاذ کے لیے ضرورت پڑنے پر قوت نفاذ فراہم کرنا ہے ۔ یہ قوت عدلیہ کے پاس نہیں ہوتی ، حکومت کے پاس ہوتی ہے ، اور حکومت کے ہاتھ میں نظام عدل نہیں ہوتا ، وہ عدلیہ کے پاس ہوتا ہے ۔ 
اگر آپ ایک اسلامی حکومت کا تصور کریں،  اور فرض کریں کہ کسی قاضی نے نکاح فسخ کیا، یا دو شخصوں کے مابین آپسی معاملہ میں ظلم و عدل کا فیصلہ کیا جس میں کوئی تعزیر یا حد نہیں ۔۔۔
تو ۔۔۔
ایسا فیصلہ قاضی کے فیصلہ کرتے ہی نافذ ہو جاتا ہے ۔ اس کے لیے کسی کوتوال،  سپہ سالار  یا گورنر کی منظوری ضروری نہیں ۔ خاص کر فریقین مان لیں تو پھر فیصلہ کے نافذ  ہونے میں کوئی رکاوٹ نہیں،  قوت نفاذ کے بغیر بھی وہ نافذ ہوگا ۔ 
اور اسی مسئلہ میں اگر کوئی فریق نہ مانے تو حکومت کی قوت نفاذ کا سہارا لے کر قاضی ، صاحب حق کو اس کا حق دلوائے گا ۔ 
پس 1۔  آپسی تنازعات کے وہ مسائل جو فریقین کے راضی ہونے پر قوت کے بغیر بھی نافذ ہو سکتے ہیں، اور 2  بعض وہ شرعی امور جس کے لیے شرعا فضاء قاضی ضروری ہے ، جیسے فسخ نکاح، ۔۔۔ ایسے معاملات میں شرعی تقاضے کو پورا کرنے کے لیے امارت کا نظام شروع کیا گیا ہے ۔
یہاں پھر سے ابتداء میں لکھی گئی بات ذہن نشین رکھے اور ساتھ میں یہ ملا لیں کہ اسلامی کہی جانے والی حکومتوں میں بھی اگر عدلیہ کے کسی فیصلے پر اسلامی کہی جانے والی حکومت تعاون نہ کرے ، نفاذ میں مدد فراہم نہ کرے تو بھی قاضی کا فیصلہ اپنی جگہ درست رہے گا اور ہر ایک پر دیانتا اس کا ماننا لازم ہے ۔ 
خلاصہ یہ ہوا کہ یہ ہندوستان مین امارت کا یہ نظام قضا کی ضرورتوں کو پورا کرنے کے لیے ہے ۔ امیر المؤمنین یا خلیفہ کہ طرح پوری مملکت یا معاشرہ کی تمام ذمہ داریوں کو احاطہ کرنے کے لیے نہیں ۔

Monday, May 17, 2021

جھاد، ‏مجاھد، ‏جھادی ‏تنظیمیں ‏اور ‏یھودی ‏سازش ‏کا ‏الزام

اس وقت حماس اور دیگر فلسطینی تنظیموں کو یہودی الہ کار یا ایجنٹ بتانے کا سلسلہ زور پر ہے ۔
لطف کی بات یہ ہے کہ ہر کس و ناکس اس پر اپنی رائے بلکہ حتمی فیصلہ سنا رہا ہے ۔
حقیقت یہ ہے کہ ایسی بڑی تنظیموں کے بارے ایسی دور از قیاس رائے قائم کرنا درست نہیں ۔
عجب یہ ہے کہ ایسی رائے کی بنیاد میں چند واقعات اور تخمینوں کو جوڑ کر خود ساختہ نتیجہ نکالنے کی کوشش ہوتی یے ۔ عالمی سیاست - بلکہ ملکی و دیہی سیاست کے نادیدہ کرداروں سے بھی ناواقف لوگ - ایسے مسائل میں اپنی علمی ،عملی اور ذہنی سطح سے بالا تر جا کر رائے زنی کرتے ہیں ۔ ایسی باتوں کی بنیاد بھی واٹساپ،  یو ٹیوب ، اور کچھ مضامین و مقالات ہوتے ہیں،  جن کے مصنف و مرتب بھی سطحی قسم کے لوگ ہوتے ہیں ۔ واٹساپ پر آنے سے کوئی خبر سچی نہیں ہو جاتی ۔ 
کچھ تصاویر جوڑ کر یو ٹیوب پر ویڈیو اپ لوڈ کرنا بچوں کا کھیل ہے ، اس سے کوئی خبر حقیقت نہیں بن جاتی ۔
*ماضی قریب میں دیکھیں تو اسامہ بن لادن ، ضیاء الحق،  سید احمد شہید ، تحریک آزادی میں حصہ لینے والے علماء دیوبند ، پاکستان کے حمایتی علماء اور متحدہ ہندوستان کے حمایتی علماء،  ہر ایک پر انگریز کے ایجنٹ ہونے کا الزام لگ چکا ہے* مذکورہ بالا ہر ایک موضوع پر لکھی گئی کتابیں آج بھی کتب خانوں میں،  بلکہ انٹرنیٹ پر بھی موجود ہیں ۔
یاد رکھئے !
 ہر موضوع اور فن تخصص چاہتا ہے ۔  چند کتابوں یا مضامین پڑھ لینے سے یا واقعات جوڑنے سے *واقفیت* کا زعم پالنا نادانی ہے ۔
اصول فقہ کی ایک آدھ  کتاب پڑھ لینے آدمی مجتہد نہیں بن جاتا ، طب کی چند معلومات بلکہ نرسنگ کا کورس کر لینے سے کوئی طبیب نہیں بن جاتا ۔ ایسے ہی چند عالمی واقعات کو اپنے زعم کے مطابق سمجھ لینے سے آدمی عالمی سیاست کا ماہر نہیں بن جاتا ۔ بد قسمتی سے علماء کرام آج کل اس غلط روش کے زیادہ شکار ہیں ۔ علماء کا اپنا ایک تخصص کا میدان ہے ۔ اس میں تخصص تک پہنچنے میں انہیں کس قدر محنت صرف کرنی پڑی ہے وہ خود جانتے ہیں،  بس یہی حال دوسرے میدانوں اور موضوعات کا ہے ۔
ہمیں سوچنے کی ضرورت ہے کہ کہیں اس طرح ہم خود یہود کی سازش کا شکار تو نہیں ہو رہے ؟ ہمیں اپنی جماعتوں،  تنظیموں اور قائدین سے بد گمان کرنے اور ایک دوسرے کو آپسی اعتماد و تعاون سے کاٹنے میں ان کی سازش کو ہم خود کامیاب نہیں بنا رہے ہیں؟
متحدہ مقاصد کے لیے ، بلکہ خالص اپنے مفاد کے لیے متحدہ دشمن سے ، بلکہ دشمن کے ہی کسی فرد سے مدد لینا ۔۔ غلط نہیں ۔ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے یہود سے قرضے بھی لیے تھے اور ہتھیار بھی عاریت لیے تھے ۔ 
افغانوں نے روس کو ہرانے کے لیے امریکہ و یورپ سے بھر پور مدد لی تھی ، اور آج جب وہ امریکہ سے پر سر پیکار ہیں تو روس سے مدد لے رہے ہیں اور ایران سے بھی ان کے *اچھے تعلقات* ہیں ۔ 
ہم لوگ ایک طرف بھارت سے مطالبہ کرتے ہیں کہ فلسطین کی حمایت کرے ، مان لیجئے اگر بھارت ان کی حمایت کر دے ، فوج بھی بھیج دے!!! تو پاکستان والے کہیں گے کہ فلسطینی مجاہد تو ہندو برہمن کے ایجنٹ ہیں ۔ 
طیب اردگان ہمارے ہیرو ہیں ۔ فلسطینیوں کے حق میں کھل کر بولتے ہیں، زور سے بولتے ہیں ۔ مگر اسرائیل سے ان کے سفارتی تعلقات بہت اچھے ہیں، کچھ سالوں پہلے ان کے سفینہ آزادی فریڈم فلوریتا پر اسرائیلی کاروائی کے بعد کشیدہ ہوئے تعلقات اب بحال ہو گئے ہیں،  مگر پھر بھی وہ یقینا فلسطینیوں کے سچے حمایتی ہیں ۔ 
ایسی سینکڑوں مثالیں ہیں ۔ اور حقائق سمجھے بغیر رطب  و یابس ہر قسم کی باتوں پر یقین کرنا اور پھر اس کے قائل بن جانا اور پھر اس کے داعی اور مؤید بن جانا سمجھ داروں کا شیوہ نہیں ۔
*اس طرح کے مضامین پڑھنے سے سمجھ میں آتا ہے کہ ایسے لوگ خود سوشل میڈیا کے پروپیگنڈا کے شکار ہیں، یاد رہے سوشل میڈیا کچھ لینے کے لیے نہیں،  دینے کے لیے ہیں ۔ اور آدمی وہی چیز دے سکتا ہے جو اس کے پاس وافر مقدار میں موجود ہو ۔ ہم اگر سوشل میڈیا پر آنے والی باتوں کو ہی اپنے علم کی بنیاد بنا کر کچھ کہیں گے تو یہ سوشل میڈیا کا شکار ہونا کہا جائے گا ۔ اور یقینا یہ خطرناک چیز ہے۔*

Friday, May 7, 2021

ٹیچر کسے کہتے ہیں؟

ٹیچر کسے کہتے ہیں؟

ﺁﭖ ﮐﮯ ﻧﺰﺩﯾﮏ ﺍﯾﮏ ٹیچر ﮐﯽ ﺗﻌﺮﯾﻒ ﮐﯿﺎ ﮨﮯ؟
ﮨﻢ ﻣﯿﮟ ﺳﮯ اکثر ﮐﺎ ﺟﻮﺍﺏ ﮨﻮﮔﺎ ﮐﮧ ٹیچر ﻭﮦ ﮨﮯ ﺟﻮ ﮨﻤﯿﮟ ﭘﮍﮬﺎﺗﺎ ﮨﮯ , ﺳﮑﮭﺎﺗﺎ ﮨﮯ ....
ﺁﭖ ﮐﺎ ﺟﻮﺍﺏ ﺩﺭﺳﺖ ﮨﮯ , ﻣﮕﺮ Teacher ﮐﯽ ﺩﻭﺭِ ﺟﺪﯾﺪ ﮐﯽ , ﻣﺎﮈﺭﻥ Definition ﮐﯿﺎ ﮨﮯ؟
ﺗﻮ ﻭﮦ definition ﮐﭽﮫ ﯾﻮﮞ ﮨﮯ ﮐﮧ
*TEACHER is equal to Motivator*۔۔
ﺍﮔﺮ ﭨﯿﭽﺮ Motivate ﻧﮩﯿﮟ ﮐﺮﺗﺎ ﻭﮦ ﭨﯿﭽﺮ ﻧﮩﯿﮟ ﮨﮯ , ﭘﮍﮬﺎ ﺩﯾﻨﺎ , ﺑﺘﺎﺩﯾﻨﺎ , ﺳمجھا دینا ﮨﯽ ﮐﺎﻓﯽ ﻧﮩﯿﮟ ﮨﮯ , ﺍﯾﮏ Spark ﭘﯿﺪﺍ ﮐﺮﻧﺎ will, ﭘﯿﺪﺍ ﮐﺮﻧﺎﯾﮧ ﺍﺻﻞ ﮐﺎﻡ ﮨﮯ .
ﺗﺮﻗﯽ ﯾﺎﻓﺘﮧ ﻣﻤﺎﻟﮏ ﻣﯿﮟ ﭨﯿﭽﻨﮓ ﮐﺎ ﺑﺎﻗﺎﻋﺪﮦ licence ( ﺍﺟﺎﺯﺕ ﻧﺎﻣﮧ ) ﻟﮯ ﮐﺮ Teach ﮐﺮ ﺳﮑﺘﮯ ﮨﯿﮟ 
ﺍﺏ ﺍﺱ Teaching licence ﮐﻮ ﺍﯾﺸﻮ ﮐﺮﻧﮯ ﺳﮯ ﭘﮩﻠﮯ 6 ﻣﯿﺠﺮ ﮐﻮﺍﻟﭩﯿﺰ ﮐﻮ ﭼﯿﮏ ﮐﯿﺎ ﺟﺎﺗﺎ ﮨﮯ ...

.1 Subject Grip

ﺟﺲ ﮐﯽ ﺍﭘﻨﮯ ﻣﻄﻠﻮﺑﮧ ﺳﺒﺠﯿﮑﭧ ﭘﺮ ﮐﻤﺎﻧﮉ ﮨﮯ ﻭﮦ ﺍﯾﮏ ﺍﭼﮭﺎ ﭨﯿﭽﺮ ﮨﮯ ﻭﯾﺴﮯ ﯾﮧ ﺑﺎﺕ ﺗﻮ ﮨﻤﺎﺭﮮ ﮨﺎﮞ ﺑﮭﯽ common ﮨﮯ . ﻟﯿﮑﻦ ﺗﺮﻗﯽ ﯾﺎﻓﺘﮧ ﻣﻤﺎﻟﮏ ﻣﯿﮟ ﺁﭘﮑﯽ ﺳﺒﺠﯿﮑﭧ ﮔﺮﭖ ﮐﮯ ﺳﺎﺗﮫ ﺳﺎﺗﮫ ﺍﺱ ﭼﯿﺰ ﮐﻮ ﺑﮭﯽ ﻓﻮﮐﺲ ﮐﯿﺎ ﺟﺎﺗﺎ ﮨﮯ ﮐﮧ ﮐﯿﺎ ﺁﭘﮑﯽ ﺳﺒﺠﯿﮑﭧ ﮔﺮﭖ Upgraded ﺑﮭﯽ ﮨﮯ ؟
ﻋﻤﻮﻣﯽ ﻃﻮﺭ ﭘﺮ ﻭﮨﯽ knowledge ﮨﻢ carry ﮐﺮ ﺭﮨﮯ ﮨﻮﺗﮯ ﮨﯿﮟ ﺟﻮ ﺁﺧﺮﯼ ﮈﮔﺮﯼ ﻣﯿﮟ ﺣﺎﺻﻞ ﮐﯿﺎ ﮨﻮﺗﺎ ﮨﮯ ...

.2 Communication Skills

ﯾﮧ ﺑﮩﺖ important ﭘﻮﺍﺋﻨﭧ ﮨﮯ , ﮐﻤﯿﻮﻧﯿﮑﺸﻦ skill ﮐﺎ ﻣﻄﻠﺐ ﮐﮧ ﺁﭖ ﮐﮯ ﭘﺎﺱ ﯾﮧ ﻓﻦ ﮨﻮﻧﺎ ﭼﺎﮨﯿﮯ ﮐﮧ ﺁﭖ ﺩﻭﺳﺮﮮ ﺑﻨﺪﮮ ﮐﯽ ﺳﻄﺢ ﭘﺮ ﺁﮐﺮ ﺍﺳﮑﻮ ﺳﻤﺠﮭﺎﺋﯿﮟ .

.3 Social Genius

ﺍﺱ ﺧﺎﺹ terminology ﮐﺎ ﻣﻄﻠﺐ ﮨﮯ ﮐﮧ ﺍﺱ ﺑﻨﺪﮮ ﻣﯿﮟ ﮔﮭﻠﻨﮯ ﻣﻠﻨﮯ ﮐﯽ ﺻﻼﺣﯿﺖ ﮨﻮ , ﻣﻠﻨﺴﺎﺭ ﮨﻮﻧﺎ . ﺍﯾﮏ ﺑﻨﺪﮮ ﮐﺎ ﮐﺎﻡ ﮨﯽ ﺑﭽﻮﮞ ﮐﮯ ﺳﺎﺗﮫ ﮨﮯ ﺍﻥ ﮐﻮ ﺳﮑﮭﺎﻧﮯ ﮐﺎ ﮐﺎﻡ ﮨﮯ , ﺍﮔﺮ ﻭﮦ ﺑﭽﻮﮞ ﮐﻮ ﮨﯽ ﭘﺴﻨﺪ ﻧﮩﯽ ﮐﺮﺗﺎ ﺗﻮ ﻭﮦ ﮐﺒﮭﯽ ﺍﭼﮭﺎ ﭨﯿﭽﺮ ﻧﮩﯿﮟ ﮨﻮﺳﮑﺘﺎ .

4. Motivation
ﭨﯿﭽﺮ ﻣﯿﮟ motivation ﻧﮩﯿﮟ ﮨﮯ , ﺟﺬﺑﮧ ﻧﮩﯿﮟ ﮨﮯ *spark*, ﻧﮩﯿﮟ ﮨﮯ ﺗﻮ ﻭﮦ ﭨﯿﭽﺮ ﻧﮩﯿﮟ ﺑﻦ ﺳﮑﺘﺎ .

.5 A True Learner
ﺳﯿﮑﮭﻨﮯ ﮐﺎ ﺷﻮﻕ ﻻﺯﻣﯽ ﮨﻮ , ﺍﮔﺮﺁﭖ ﻣﯿﮟ ﻋﻠﻢ ﺳﯿﮑﮭﻨﮯ ﮐﯽ ﭘﯿﺎﺱ ﻧﮩﯿﮟ ﮨﮯ ﺗﻮ ﺁﭖ ﮐﺴﯽ ﺩﻭﺳﺮﮮ ﮐﻮ ﮐﯿﺎ  علم کا ﭘﯿﺎﺳﺎ ﺑﻨﺎﺋﯿﮟ ﮔﯿﮟ ؟

.6 Progressive Attitude

ایک ٹیچر کے لیے ﺁﮔﮯ ﺑﮍﮬﻨﮯ ﻭﺍﻻ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﮨﻮﻧﺎ ﻻﺯﻣﯽ ﮨﮯ , ﮐﯿﻮﻧﮑﮧ ﭨﯿﭽﺮ ﻭﮦ ﮨﮯ جو ﺍﺱ ﻗﻮﻡ ﮐﻮ ﺁﮔﮯ ﺑﮍﮬﺎئے گا, ﺍﮔﺮ ﻭﮦ ﺧﻮﺩ ﺁﮔﮯ ﺑﮍﮬﻨﮯ ﻭﺍﻻ ﻧﮩﯿﮟ ﮨﮯ ﺗﻮ وہ ﻗﻮﻡ ﮐﻮﮐﯿﺎ ﺁﮔﮯ ﺑﮍﮬﺎئے گا ؟