BEST RESULT

Custom Search

Saturday, October 16, 2021

كيف يتمُّ تفسير الرؤيا التي فيها بلاء أو همٌّ أو مصيبة للمسلم الصالح؟

تناولنا في إجابة السؤال السابق بعض الأحوال والأشكال التي قد تظهر فيها رؤى صادقة سيِّئة الظاهر، والتي قد يراها المسلم الصالح.
وفي هذا السؤال نتناول نوعين فقط من هذه الرؤى نظنُّ أنـَّهما أكثر خطورة وحساسية من غيرهما؛ لأنَّ تأثيرهما المؤلم على نفس المسلم الصالح قد يكون كبيرًا، وهما بترتيب الخطورة:
1. الرؤى السيِّئة كلُّها التي لا تحتوي على أيِّ بشرى بخير قطٍّ: ومن أمثلتها أن يرى المسلم نفسه في المنام قد سقط في حُفرة عميقة، أو غرق في البحر، أو أنَّ زوجته تطلب منه الطلاق أو تخونه، أو أنـَّه قد رسب في الاختبار، أو أنَّ شركته قد أفلست، أو أنَّ سيارته قد احترقت أو تحطَّمت في حادث، أو أنَّ بيته قد تهدَّم…إلخ.
2. الرؤى التي تبدأ بخير وتنتهي بسوء: كرؤيا شخص أنـَّه تزوَّج وعاش سعيدًا، ثم طلَّق زوجته، أو أنـَّه أنجب طفلًا جميلًا، ثم مات الطفل، أو أنـَّه عمل في وظيفة مرموقة، ثم فصلوه منها، أو أنـَّه حصل على تأشيرة دولة، وسافر إليها، ثم قامت السلطات بترحيله، أو أنـَّه نجح في الجامعة ثلاث سنوات، ثم رسب وتركها في الرابعة…إلخ.
وأبدأ حديثي عن هذين النوعين من الرؤى مستعيذًا بالله (تعالى) منهما لي ولكلِّ مسلم صالح، لا أراني الله (تعالى) ومن صلح من المسلمين إلَّا الرؤى الصالحة والخير والبشرى والسرور.
أمَّا عن تفسير النوع الأوَّل من الرؤى، وهي السيِّئة كلُّها، والتي قد يراها المسلم الصالح، فلا تخرج عن واحد من ثلاثة عادة:
1. أن تكون من الشيطان، وبالتالي فلا تفسير لها. وهذا هو الغالب عليها، فقد وردت جملة من الأحاديث الصحيحة دلَّت على أنَّ الأصل في هذه النوعيَّة من الرؤى أنـَّها تكون من الشيطان؛ ليحزن الذين آمنوا (تناولنا الرؤى التي تكون من الشيطان في سياق هذا البحث).
2. أن يكون ظاهرها فقط سِّيئًا، بينما يكون تفسيرها خيرًا: وهذا الذي يقوم به المفسِّرون من خلال ما يُعرف بقلب المعنى (راجع قاعدة تفسير الرؤى بقلب المعنى).
3. أن تدلَّ على مشكلة فعلًا: وهذه نادرة جدًّا عند المسلم الصالح بفضل الله (تعالى)، ولتفسيرها أحكام مهمة، وهي:
1. ينبغي أن يعرف المفسِّر أوَّلًا أهمَّ أحوال الرائي المسلم الصالح وهمومه في ماضيه وحاضره، فإن استطاع أن يفسِّر هذه الرؤيا على شيء سيِّء حدث في ماضٍ أو على شيء سيِّء حاصل فعلًا، فليفعل، ولا يفسِّرها على شيء سيِّء سوف يحدث في المستقبل.
2. إذا لم يكن لها تفسير في ماضٍ أو حاضر، فإذا استطاع المفسِّر أن يقلب معناها إلى خير، فليفعل (راجع قاعدة تفسير الرؤى بقلب المعنى).
3. إذا لم يستطع المفسِّر أن يفعل هذا ولا ذاك، فليتأكَّد من خلال البحث في أحوال الرائي وظروفه أنَّ ما قد يحتمله تفسير الرؤيا من شرٍّ هو شيء محبوب أو غير مكروه عند رائيه. فإذا تأكَّد المفسِّر من ذلك، فليفسِّرها له على هذا المعنى (كرؤيا عُمر بن الخطَّاب (رضي الله تعالى عنه) التي تقدَّم الحديث عنها في إجابة السؤال السابق).
4. فإذا لم يستطع المفسِّر أن يفعل أيَّ شيء من كلِّ ما سبق، فليس أمامه إلَّا خياران:
الأوَّل: أن يخبر رائيها أن يستعيذ بالله (تعالى) منها، وأنَّ الاحتمال الأكبر فيها أنـَّها من الشيطان، وأنـَّها لا تفسير لها. وهذا هو الأولى بالمفسِّر والأفضل للرائي.
الثاني: أن يفسِّرها له على أهون، وأقل، وأبسط معنى سيِّء يحتمله تفسيرها. فإذا كان لتفسير الرؤيا أكثر من احتمال سيِّء، اختار المفسِّر أيسرها على نفس الرائي.
فإذا قرَّر المفسِّر أن يفعل ذلك، فعليه أن يلتزم بأحكام وشروط مهمَّة، وهي:
1. «إذا قام مفسِّر بتفسير رؤيا لمسلم صالح على أنـَّها بلاء أو همٌّ أو مصيبة، فلا بدَّ أن يبشِّره بالفرج بعدها، ولو لم تكن هناك بشرى بذلك في الرؤيا». وهذه قاعدة.
والدليل الأوَّل على هذه القاعدة هو أنَّ البلاء أو الهمَّ أو المصيبة للمسلم الصالح لا بدَّ وأن يعقبهم فرج وتيسير، وهذه سُنَّة من سُنَن الله (تعالى) في الكون، يقول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)﴾ (سورة الشَّرح)، وكذلك قوله (تبارك وتعالى): ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ (الطلاق:7)، وكذلك قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة:155)، وأيضًا قوله (جلَّ جلاله): ﴿سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ﴾ (محمد:5).
أمَّا الدليل الثاني فهو أنَّ تفسير الرؤيا على البلاء أو الهمِّ أو المصيبة هو ممَّا يَحزُن المسلم الصالح ويؤلمه، ولا يَحزُن مؤمن مؤمنًا أبدًا، فإنـَّه لا يَحزُن المؤمن إلَّا شيطان رجيم، يقول الله (تعالى): ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (المجادلة:10). وكذلك فإنَّ تفسير الرؤيا على همٍّ أو مصيبة أو بلاء دون بشرى هو من المنهيِّ عنه في الحديث الشريف: «إذا عبرتم للمسلم الرؤيا، فاعبروها على خير، فإنَّ الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها» (حديث حسن – فتح الباري).
أمَّا الدليل الثالث فهو أنَّ يوسف (عليه السلام) قد فعل هذا عندما فسَّر رؤيا الملك الوثنيِّ، أفلا نفعلها نحن عندما نفسِّر رؤى المؤمنين الصالحين؟! وأعني بذلك ما جاء في القرآن الكريم عن تفسير يوسف (عليه السلام) لرؤيا ملك مصر، فقد فسَّرها له يوسف (عليه السلام) كما جاء في قول الله (تعالى): ﴿قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48)﴾، فهذا هو تفسير الرؤيا.
ثم بشَّره يوسف (عليه السلام) بانتهاء هذه الأزمة بعد ذلك، ولم يكن يدلُّ على هذه البشرى أيُّ رمز في الرؤيا. يقول الله (تعالى) على لسان يوسف (عليه السلام) عن هذه البشرى: ﴿ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ﴾ (يوسف:49).
قد يقول قائلٌّ معترضًا على هذه النقطة أنـَّه على الرغم ممَّا قاله مفسِّروا القرآن الكريم في كتبهم عن هذه البشرى أنـَّها بالفعل ليست من تفسير الرؤيا، إلَّا أنـَّهم قد بيَّنوا في كتبهم أنـَّها ممَّا أوحى الله (تعالى) به إلى يوسف (عليه السلام) من أمور الغيب حتَّى يَظهر للمَلِك فضل يوسف (عليه السلام) وعِلمه. نقول لهم: ونحن أيضًا قد بيَّن الله (تعالى) لنا في القرآن الكريم من أمور الغيب ما يدلُّ على أنَّ كلِّ بلاء أو شدَّة أو مصيبة لا بدَّ أن يعقبها فرج وتيسير للمسلم الصابر الصالح، فلا وجه للاعتراض.
2. أن يكون للتفسير السيِّء لهذه الرؤيا مقدِّمات واضحة في الواقع تدلُّ على احتمال تحقُّقه، كرؤيا طالب جامعيٍّ لم يذاكر طوال العام أنـَّه رسب في الاختبار النهائيِّ، أو كرؤيا شخص له زوجة هوائيَّة سيِّئة الطباع أنـَّه طلَّقها، أو كرؤيا شخص مريض بمرض قاتل أنـَّه مات (عافانا الله تعالى والمسلمين)، أو كرؤيا شخص متَّهم بجريمة خطيرة وقد ثبتت عليه جميع الأدلَّة أنـَّه قد تمَّ إعدامه.
ويُحتمل أن تكون الرؤيا التي فسَّرها يوسف (عليه السلام) لصاحبه في السجن من هذا النوع، فربَّما دخل السجن لجريمة خطيرة ارتكبها تستوجب حكم الإعدام، فرأى في المنام كما جاء في القرآن الكريم، في قول الله (تعالى): ﴿إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ﴾ (يوسف:36). فيُحتمل أنـَّه بناء على هذه المقدِّمات الواضحة فسَّرها له يوسف (عليه السلام) على معنى السوء كما جاء في قول الله (تعالى): ﴿وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ﴾ (يوسف:41). فإن لم تكن هذه المقدمات موجودة، فليمتنع المفسِّر عن تفسير الرؤيا على احتمال سيِّء.
ومع ذلك، فقد تأتي بعض الرؤى أحيانًا لتدلَّ على حدوث مشاكل بسيطة دون أيـَّة مقدِّمات واقعيَّة تشير إليها كرؤيا رجل مسلم مثلًا أنـَّه سيقابل رجلًا لا يحب أن يقابله، أو أنـَّه ستحدث له مشكلة بسيطة في العمل أو نحو ذلك. ومن الملاحظ في العديد من هذه النوعيَّة من الرؤى سرعة التحقُّق حتَّى لا يحزن المسلم بسببها طويلًا. 
3. ألَّا يكون الرائي قد رأى رؤى سابقة تدلُّ على عكس ما قد تدلُّ عليه الرؤيا السيئة الحالية من معانٍ دون أن يكون هناك تغيُّر في أحداث الواقع يُعبر عنه هذا التغيُّر في الرؤى.
ومعنى ذلك أنـَّه لو افترضنا مثلًا أنَّ رجلًا مُسلِمًا رأى في منامه عددًا من الرؤى فيها تزكية لزوجته وبشرى بالحياة الطيِّبة معها، ثم رأى بعد ذلك رؤيا أخرى بأنـَّها امرأة سيِّئة وأنـَّه طلَّقها، مع العلم أنـَّه لم يحدث أيُّ تغيُّر في أحداث الواقع يؤيِّد هذا التغيُّر في الرؤى، فالزوجة ما زالت طيِّبة، وذات أخلاق كريمة، ومحبَّة لزوجها، ولم تتبدَّل أخلاقها في شيء. فبناء على ذلك، فالأرجح أن الرؤيا السيِّئة هذه كاذبة. ولا ينبغي للمفسِّر في هذه الحالة أن يفسِّرها على المعنى السيِّء.
وكذلك فقد يرى طالب جامعيٌّ مجتهد ومتفوِّق بعض الرؤى التي تبشِّره بالنجاح والمستقبل العلميِّ الجيِّد، ثم يرى رؤيا بعد ذلك أنـَّه فشل في دراسته ورسب، مع العلم أنَّ الطالب ما زال مجتهدًا، ولم يحدث أيُّ تغيُّر في الواقع يبرِّر هذا التغيُّر في الرؤى. فبناء على ذلك، فإنَّ رؤى الخير هذه قد تَجُبُّ أو تُلغي هذه الرؤيا السيِّئة التي قد تدلُّ على عكس معنى رؤى الخير السابقة عليها.
4. ألَّا يكون الرائي قد رآها في وقت حُزن، أو همٍّ، أو ضيق، أو اكتئاب، أو مشاكل، فإنَّ الله (تعالى) أرحم بعبده المسلم الصالح من أن يكون همَّه وضيقه يقظة ومنامًا في نفس الوقت، إلَّا لحكمة يعلمها (عزَّ وجلَّ). فإذا رأى المسلم الصالح هذه الرؤيا في وقت هموم وضيق ومشاكل، فالراجح أنـَّها كاذبة لا تفسير لها. ولا ينبغي على المفسِّر في هذه الحالة أن يفسِّرها له على معنى الشرِّ.
5. ألَّا يكون الرائي قد رآها بعد عبادة وتضرُّع ودعاء لله (تعالى). فالأرجح والغالب أنَّ الرؤى لا تكون سيِّئة بعد هذه الأعمال الصالحة، وإلَّا كانت من الشيطان غالبًا.
6. في حالة كون في الرؤيا معصية، فيُشترط لتفسيرها على معنى السوء أن يكون الرائي مرتكبًا لهذه المعصية في الواقع، أو لمعصية ترتبط بالرمز أو يمكن قياسها عليه، كأن يرى العاصي في المنام أنَّه يشرب الخمر، فيشترط أن يكون شاربًا لها فعلًا، أو أن يكون متعاطيًا للمخدِّرات (والعياذ بالله تعالى) قياسًا على الخمر، أو أن يكون مشتهرًا بالكلام السيِّء؛ لأنَّ شرب الخمر والكلام السيءِّ يشتركان في المحلِّ وهو الفمُّ…وهكذا.
أمَّا عن تفسير النوع الثاني من الرؤى، والذي يبدأ بخير وينتهي بسوء، فلعلَّه يكون أقرب إلى الصدق من النوع الأول؛ لأنَّ فيه من الخير والسوء، فليس كلُّه سوءًا. والنصيحة التي أنصح بها المفسِّرين في تفسير مثل هذا النوع من الرؤى أن يبشروا رائيها بالفرج بعد تفسير الرؤيا (وقد تناولنا هذه النقطة بالشرح التفصيليِّ في إجابة هذا السؤال). وكذلك أن يفسِّروا له الأمر السيِّء على أهون وأبسط وأقلِّ ما يمكن أن يحتمله (وقد تناولنا هذه النقطة أيضًا في سياق إجابة هذا السؤال).
وقد يتسائل البعض عن الحكمة في أن يرى المسلم أحيانًا بعض الرؤى الصادقة التي تدلُّ على أمور سيِّئة سوف تحدث له. نقول أنَّ الحكمة الأبرز في ذلك هو تهيئة المسلم لقبول قدر الله (تعالى) دون مفاجأة، أو جزع، أو صدمة.
وفي النهاية، ننبِّه المفسِّرين على ضرورة الاحتراس الشديد عند التعامل مع هذه النوعيَّة من الرؤى عند المسلم الصالح – الذي هو محور حديثنا في إجابة هذا السؤال -، وقد رأينا ما لها من أحكام كثيرة ومعقَّدة.
واعلموا أنـَّه أهون علينا أن نبشِّر شخصًا فاسدًا بالخير بطريق الخطأ من أن نحزن مُسلِمًا مؤمنًا بطريق الخطأ. ومن جاءه مؤمن برؤيا سوء فقال له أنـَّها من الشيطان، فأخطأ، وتبيَّن أنـَّها صادقة، فقد أصاب أيضًا؛ لأنَّ ترويع وإخافة المسلم هي من الأمور الخطيرة والمنهيِّ عنها شرعًا. هذا بالإضافة إلى ما قد يسبِّبه تفسير الرؤيا على الشرِّ من زعزعة حُسن الظنِّ بالله (تعالى) عند بعض المسلمين.
أمَّا عن المسلم البسيط الذي قد يرى هذه الرؤى، ولا يعرف كيف يتعامل معها، ولا يثق في أيِّ شخص يمكن أن يسأله عنها، فلا أفضل له من تطبيق الوصايا النبويَّة في التعامل مع الرؤى المُحزنة والمفزعة، ولا أفضل له من الاستعاذة من قضاء السوء، وأن يسأل الله (عزَّ وجلَّ) العفو والعافية دينًا ودنيا، وهو (جلَّ جلاله) أفضل من دُعي وأكرم من أجاب.
والله (تعالى) أعلم.